یادگارِعُمر آخرین مطالب
آرشيو وبلاگ
نويسندگان شنبه 13 تير 1394برچسب:, :: :: نويسنده : علی
و روينا من وجوه أن «الحسن بن على» لما حضرته الوفاة قال للحسين أخيه: يا أخى، إنّ أبانا رحمه الله تعالى لما قبض رسول الله صلى الله عليه و سلم استشرف لهذا الأمر، و رجا أن يكون صاحبه، فصرفه الله عنه، و وليها أبو بكر، فلما حضرت أبا بكر الوفاة تشوّف لها أيضا، فصرفت عنه إلى عمر. فلما احتضر عمر جعلها شورى بين ستّة هو أحدهم، فلم يشك أنها لا تعدوه، فصرفت عنه إلى عثمان، فلما هلك عثمان بويع، ثم نوزع حتى جرد السيف، و طلبها، فما صفا له شيء منها، و إني و الله ما أرى أن يجمع الله فينا - أهل البيت - النبوة و الخلافة، فلا أعرفنّ ما استخفك سفهاء أهل الكوفة فأخرجوك و قد كنت طلبت إلى عائشة إذا متّ أن تأذن لي فأدفن في بيتها مع رسول الله صلى الله عليه و سلم، فقالت: نعم. و إني لا أدرى لعلها كان ذلك منها حياء، فإذا أنا متّ فاطلب ذلك إليها فإن طلت نفسها فادفني في بيتها، و ما أظنّ القوم إلا سيمنعونك إذا أردت ذلك، فإن فعلوا فلا تراجعهم في ذلك، و ادفني في بقيع الغرقد، فإن فيمن فيه أسوة. فلما مات الحسن أتى الحسين عائشة، فطلب ذلك إليها، فقالت: نعم و كرامة. فبلغ ذلك مروان، فقال مروان: كذب و كذبت، و الله لا يدفن هناك أبدا، منعوا عثمان من دفنه في المقبرة، و يريدون دفن الحسن في بيت عائشة! فبلغ ذلك الحسين، فدخل هو و من معه في السلاح، فبلغ ذلك مروان فاستلأم في الحديد أيضا، فبلغ ذلك أبا هريرة فقال: و الله ما هو إلا ظلم، يمنع الحسن أن يدفن مع أبيه، و الله إنه لابن رسول الله صلى الله عليه و سلم، ثم انطلق إلى الحسين فكلمه و ناشده الله، و قال له: أ ليس قد قال أخوك: إن خفت أن يكون قتال فردّوني إلى مقبرة المسلمين، فلم يزل به حتى فعل، و حمله إلى البقيع، فلم يشهده يومئذ من بنى أميّة إلا سعيد بن العاصي، و كان يومئذ أميرا على المدينة، فقدمه الحسين للصلاة عليه و قال: هي السنة. و خالد بن الوليد بن عقبة ناشد بنى أمية أن يخلّوه يشاهد الجنازة، فتركوه، فشهد دفنه في المقبرة، و دفن إلى جنب أمّه فاطمة رضى الله عنها و عن بينها أجمعين. کتاب الإستیعاب |
|||
|