یادگارِعُمر
درباره وبلاگ


حافظ سخن بگوی که بر صفحۀ جهان ------- این نقش ماند از قلمت یادگارِ عُمر ---------- خوش آمدید --- علی
نويسندگان
دو شنبه 30 تير 1393برچسب:, :: :: نويسنده : علی

کان سبب ذلك،
أن «عبد الرحمن بن ملجم التجوبي» و عداده في مراد،
و «البرك بن عبد الله التميمي‏» و هو صاحب «معاوية»،
و «عمرو بن بكير التميمي»، و هو صاحب «عمرو بن العاص»،
اجتمعوا جميعا بـ«مكة»،
فتذكروا أهل «النهروان»
فترحموا عليهم و قالوا :
و الله
ما نعبأ في الدنيا شيئا بعد إخواننا
الذين كانوا لا يخافون في الله  لومة لائم،
و كانوا مصابيح الهدى،
ثم ذكروا الناس
فعابوا عليهم‏ أفعالهم،
و قالوا :
لو أنّا شرينا أنفسنا لله، و التمسنا غرّة هؤلاء الأئمة الضّلال فثأرنا بهم إخواننا، و أرحنا منهم العباد.
فقال عبد الرحمن :
أنا لكم لـ«علي».
و قال البرك :
أنا لكم لمعاوية.
و قال عمرو بن بكير :
أنا لكم لعمرو بن العاص.
فتعاهدوا على ذلك و تواثقوا لا ينكص رجل منهم عن صاحبه الذي سماه حتى يقتله أو يموت دونه،
فاتّعدوا في «شهر رمضان» ليلة سبع عشرة،
ثم افترقوا على ذلك، و توجه كل رجل منهم إلى المصر الذي فيه صاحبه،
و كان علي - رضي الله عنه - قد ضجر من أهل «الكوفة»، و كان كثيرا ما يدعو عليهم، و كان كثيرا ما ينشد إذا آذوه :

خلّوا سبيل العير يأت أهله
سوف ترون فعلکم و فعله

و كان كثيرا ما يقول :

لا شي‏ء إلا الله فارفع ظنّكا
يكفيك رب الناس ما أهمّكا

و كان يقول أيضا :

خلّوا سبيل الجاهد المجاهد
أبيت أن أعبد غير الواحد

و كان يقول :

فأيّ يوميّ من الموت أفر
أ يوم لم يقدر أم يوم قدر

و كان يقول :

ما يحبس أشقاها ؟! أما و الله لعهد إليّ النبي الأمي - صلى الله عليه و سلم - أن هذه تخضب من هذه - يعني لحيته من هامته - و كان يقول :

أشدد حيازيمك للموت
فإنّ الموت آتيكا
و لا تجزع من الموت
إذا حلّ بواديكا

فلما كانت الليلة التي اتعدوا لها، و كانت ليلة جمعة،
بات ابن ملجم في مسجد الجماعة بجنب «الأشعث بن قيس الكندي»،
و كان علي - رضي الله عنه - رأى في تلك الليل رؤيا فخبر بها «أبا عبد الرحمن السلمي» و هو مجروح، فذكر أبو عبد الرحمن و كان مؤدِّب «الحسن» و «الحسين» - رضي الله عنهما -، قال :
دخلت عليه و هو مجروح، فقال :
ادن مني يا أبا عبد الرحمن - و النساء يبكين - فدنوت منه، فقال لي :
بتّ الليلة أوقظ أهلي فملكتني عيني و أنا جالس، فسنح لي رسول الله - صلى الله عليه و سلم -،
فقلت :
يا رسول الله،
ما لقيت من أمتك من الأود، و اللّدد،
فقال :
ادع الله عليهم،
فقلت :
اللهم
أبدلني بهم من هو خير لي منهم،
و أبدلهم بي من هو شر مني،
و دخل «ابن التياح المؤذن» على ذلك،
فقال :
الصلاة،
فأخذت بيده، فمشى ابن التّيّاح بين يدي، و أنا خلفه - و رجع الحديث - قال :
فقال الأشعث لابن ملجم :
فضحك الصبح،
فانطلق ابن ملجم، و «شبيب بن بجرة الأشجعي»،
و خرج علي من منزله،
و هو يقول :
أيها الناس الصلاة، أيها الناس الصلاة،
فضربه ابن ملجم ضربة من جبهته إلى قرنه،
و أصاب السيف الحائط فثلم فيه،
ثم ألقى السيف،
و أقبل الناس،
فجعل يقول :
أيها الناس
إيّاكم و السيف
فإنّه مسموم
فذكروا أنه سمّه شهرا.
فأدخل علي رضي الله عنه،
و أدخل ابن ملجم عليه،
فقالت أم كلثوم بنت علي :
أ قتلت يا عدو الله أمير المؤمنين ؟!
قال :
لم أقتل إلا أباك،
فقالت :
و الله
إني لأرجو أن لا يكون على أمير المؤمنين بأس،
قال :
فلم تبكين إذا ؟!
فو الله
لقد سممته شهرا،
فإن أخلفني
فأبعده الله و أسحقه.
ثم إن عليّا - رحمه الله - قال :
أطيبوا طعامه،
و ألينوا فراشه،
فإن أعش فعفو أو قصاص،
و إن أمت
فألحقوه بي أخاصمه عند رب العالمين.
و ذكروا أن ابن ملجم خطب امرأة من الرّباب،
يقال لها «قطام»،
و كانت من أجمل الناس،
و كانت خارجية،
و كان علي قتل أهل بيتها بالنّهروان،
فقالت :
لا أتزوجك إلا على ثلاثة آلاف، و قتل علي بن أبي طالب بعد ذلك فتزوجها و بنى بها،
فلما فرغ منها
قالت :
يا هذا
إنك قد فرغت فاقرع‏ فخرج فضرب عليّا.
و قال بعض الشعراء :

فلم أر مهرا ساقه ذو سماحة
كمهر قطام من فصيح و أعجم
ثلاثة آلاف و عبد و قينة
و ضرب عليّ بالحسام المصمّم
فلا مهر أغلى من عليّ و إن غلا
و لا قتل إلا دون قتل ابن ملجم

و أما صاحب معاوية فطعن معاوية،
و قد خرج لصلاة الفجر في تلك الليلة في أليته،
فلم يولد لمعاوية بعدها حتى مات.
و بذلك السبب جعلت المقصورة في المسجد الجامع.

و منهم «خارجة بن حذافة العدوي»
و كان قاضي مصر،
و كان له صلاح و صحبة.
فخرج صاحب عمرو بن العاص‏ فوجد خارجة في مجلس عمرو يعشّي الناس،
و قد كان عمرو شغل تلك الليلة فدنا منه و هو يظنه عمرا،
و هو على سرير عمرو جالسا،
فضربه من ورائه بالسيف على عاتقه،
فأخذ الرجل،
و خرج عمرو، خارجة من منزله مثخنا،
فأتاه عمرو،
فقال له خارجة :
و الله ما أراد غيرك،
فقال عمرو بن العاص :
و لكن الله أراد خارجة.